للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{لَهُمْ أَجْرُهُمْ} جملة من مبتدأ وخبر. لم يضمن المبتدأ معنى الشرط فلذلك لم تدخل الفاء في خبره (١) ولم يتضمن معنى الشرط لأن هؤلاء المنفقين مستحقون للأجر لذواتهم وما ركز في نفوسهم من نية الخير، لا لوصف الإنفاق فإن الاستحقاق به استحقاق وصفي، وفيه ترغيب دقيق لا يهتدى إليه إلا بتوفيق من الله، وجوز أن يكون تخلية الخبر عن الفاء المفيدة لسببية ما قبلها لما بعدها للإيذان بأن ترتيب الأجر على ما ذكر من الإنفاق وترك اتباع المن والأذى أمر بين لا يحتاج إلى التصريح بالسببية (٢) وفي تكرير الإسناد وتقييد الأجر بقوله (لهم)، (عند ربهم) من التأكيد والتشريف ما لا يخفى (٣)

{أَجْرُهُمْ} الأجر هو: الجزاء على العمل، والإجارة: من أجر يأجر، وهو ما أعطيت من أجر في عمل، وآجره يؤجره إذا أثابه وأعطاه الأجر والجزاء، والأجرة: الكراء، والأجر: الثواب (٤) إذا


(١) الدر المصون ١/ ٦٣٥. ') ">
(٢) روح المعاني الألوسي ٣/ ٣٣ - ٣٤. ') ">
(٣) روح المعاني/الألوسي ٣/ ٣٢. ') ">
(٤) ينظر: لسان العرب ٤/ ١٠. ') ">