للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأفعال التي تقدمتها، إذا كانت الأفعال المتقدمة لها تدل على ما أخرجت منه (١)

إذاً هذا لا يسوغ إلا مع ذكر المصدر والإفصاح بالفعل المتقدم للمصدر، وأما إذا لم يقع إفصاح بفعل فليس لك أن تأتي بمصدر في غير معناه ثم تقول احمله على فعل كذا وكذا لفعل لم يتقدم له ذكر (٢)

الحاصل: أن هؤلاء الذين ذكرت صفة إنفاقهم يمنعون أنفسهم من التردد في الإنفاق في وجوه البر ولا يتركون مجالا لخواطر الشح وهذا من قولهم ثبت قدمه أي لم يتردد، ولم ينكص وتعليل الإنفاق بهاتين العلتين (مرضاة الله، وتثبيتا) وذلك لنقصد بأعمالنا أمرين:

١ - ابتغاء رضوانه - تعالى - تعبدا له.

٢ - تزكية أنفسنا وتطهيرها من الشوائب.

وإنفاق المال من أعظم ما ترسخ به الطاعة في النفس لأن المال ليس أمرا هيناً على النفس، وتكون {مِنْ} على هذا الوجه للتبعيض (٣)


(١) جامع البيان/الطبري ٤/ ٦٧١. ') ">
(٢) المحرر الوجيز/ابن عطية ٢/ ٣١٧. ') ">
(٣) التحرير والتنوير/ابن عاشور/٣/ ٥١. ') ">