للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منافعهما، وحسن منظرهما، وإن كانت الجنة محتوية على سائر الأشجار تغليبا لهما على غيرهما. وقد ذكر النخل بشجره، وذكر العنب بثمره، وذلك أن كل شيء في النخيل نافع للناس، ورقه وليفه وثمره.

{تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} صفة أخرى للجنة.

{مِنْ تَحْتِهَا} أي: من تحت النخيل والأعناب، لا من تحت الجنة، لأن النخيل والأعناب على أرض الجنة. قال ابن عطية: "تحت بالنسبة إلى الشجر" (١)

وقال الشوكاني:

" الجنة تطلق على الشجر الملتف وعلى الأرض التي فيها شجر.

والأول أولى هنا لقوله: {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} بإرجاع الضمير إلى الشجر من دون حاجة إلى مضاف محذوف، وأما على الوجه الثاني فلا بد من تقدير أي من تحت أشجارها " (٢) أ. هـ.

{الأَنْهَارُ} أي: ماء الأنهار. والنهر مأخوذ من أنهرت، أي وسعت (٣) والأنهار: جمع نهر وهو المجرى الواسع فوق الجدول


(١) المحرر الوجيز/ابن عطية ٢/ ٣٢٠. ') ">
(٢) فتح القدير/الشوكاني ١/ ٢٨٨. ') ">
(٣) الجامع لأحكام القرآن/القرطبي ١/ ٢٣٩. ') ">