للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وبَنِي عَمِّهِ» (١)

ولقائل أن يقول: إذا كان المراد بالطيب هو الحلال، والخبيث عكسه هو الحرام. كيف يكون الحرام في مال المسلم؟

يجاب عن ذلك بأن الطيب يراد به الحلال والجيد، أما الخبيث فيراد به الرديء وهذا أرجح الأقوال. لأنه لو أريد بالخبيث الحرام، لنهي عن الإنفاق منه البتة لا عن قصد التخصيص فقط. فالأصل في مال المؤمنين أن يكون حلالا. إنما خوطبوا بالإنفاق مما في أيديهم. فلو أريد بالطيب والخبيث ما ذكر لكان الخطاب مبنيا على أن أموال المؤمنين فيها حلال وحرام، وكان منطوق الآية أنفقوا من الحلال، ولا تتحروا جعل صدقاتكم من الحرام.

{وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}؛ لأنه - سبحانه - غني عن هذه النفقات، وخاصة الرديء منها والتي لا يأخذها المحتاج إلا على كراهة وتساهل وتغاض. والله - عز وجل - لم يأمركم بالإنفاق


(١) صحيح البخاري مع الفتح ٨/ ٢٢٣، كتاب التفسير، باب (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)، صحيح مسلم ٣/ ٧٩ كتاب الزكاة، باب فضل النفقة والصدقة في الأفربين والزوج، الموطأ ٢/ ٩٩٥ - ٩٩٦ في الصدقة، باب الترغيب في الصدقة، أبو داوود ٢/ ١٣١ في الزكاة، باب صلة الرحم، والترمذي رقم (٣٠٠٠) في التفسير، باب سورة آل عمران، النسائي ٦/ ٢٣١ في الإحباس، باب كيف يكتب الحبس.