للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤ - الذنوب كما قال - تعالى - {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلا اللَّمَمَ}.

والراجح أن الفحشاء في هذه الآية - والله تعالى أعلم - يراد به البخل لمناسبة ذكر الفقر قبلها. وفي هذه الآية لطيفة وهي أن الشيطان يخوف الرجل أولا بالفقر، ثم يتوصل بهذا التخويف إلى أن يأمره بالفحشاء وهو البخل، وذلك لأن البخل صفة مذمومة عند كل أحد فلا يستطيع الشيطان أن يحسن له البخل إلا بتلك المقدمة وهي التخويف من الفقر (١)

فالشيطان يأمر بالبخل. والبخل إما أن يكون إخلالا بواجب: كالزكاة والنفقة على الزوجة والأقارب، وإما أن يكون إخلالا بمستحب: كصدقة التطوع أو الإنفاق في سبيل الله وغيرها.

ولما ذكر ما للعدو من الشر، أتبعه - سبحانه وتعالى - بما عند الله من الخير فقال:

{وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلا} عطف على جملة (الشيطان يعدكم الفقر)؛ لإظهار الفرق بين ما تدعو إليه وساوس الشيطان وما


(١) الفتوحات الإلهية/الجمل ١/ ٢٢٣. ') ">