فأخبرهم فقالوا: نحلف، فأتت امرأة من بني هاشم كانت تحت رجل منهم وكانت قد ولدت منه، فقالت: يا أبا طالب أحب أن تجير ابني هذا برجل من الخمسين ولا تصبر يمينه حيث تصبر الأيمان ففعل، فأتاه رجل منهم فقال يا أبا طالب أردت خمسين رجلا أن يحلفوا مكان مائة من الإبل فيصيب كل رجل منهم بعيرين، هذان بعيران فاقبلهما مني ولا تصبر يميني حيث تصبر الأيمان فقبلهما، وجاء ثمانية وأربعون فحلفوا، قال ابن عباس: فوالذي نفسي بيده ما حال الحول ومن الثمانية والأربعين عين تطرف.
سقت هذا الأثر للعبرة والفطنة وليتذكر كل من أراد أن يحلف ما لليمين من الأثر البالغ، ولئلا يندفع المسلم وراء العاطفة والحمية والعصبية وليراقب الله في كل أموره