للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الكسائي: أحصروا من المرض، ولو أراد الحبس من العدو لقال: حصروا.

وقال السدي: أحصروا من خوف الكفار إذ أحاطوا بهم.

وقال قتادة: حبسوا أنفسهم للغزو، ومنعهم الفقر من الغزو.

وقال محمد بن الفضل: منعهم علو همتهم عن رفع حاجتهم إلا إلى الله.

وقيل معناه: من كثرة ما جاهدوا صارت الأرض كلها حربا لهم، فلا يستطيعون ضربا في الأرض من كثرة أعدائهم (١)

وجملة: (الذين أحصروا) صفة.

{فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (في) للسببية، أو للظرفية، أو للتعليل.

فإن كانت في قوم جرحوا في سبيل الله فصاروا زمنى فهي للسببية. وإن كانت في قوم بصدد القتال يحتاجون للمعونة فهي للظرفية. وإن كانت في أهل الصفة وهم فقراء المهاجرين، لأنهم قد عيقوا عن أعمالهم لأجل سبيل الله وهو الهجرة، فهي للتعليل (٢)

إذاً هؤلاء الفقراء قد حصروا أنفسهم وقصروها على طاعة الله من


(١) ينظر: الدر المنثور/السيوطي ١/ ٣٥٨، تفسير البغوي ٣/ ٢٥٩. ') ">
(٢) ينظر: التحرير والتنوير/ابن عاشور ٣/ ٧٤. ') ">