٢ - اتفاق العلماء على أن نوحا لما نزل من السفينة مات من كان معه، ثم مات نسلهم، ولم يبق غير نسل نوح بدليل قوله تعالى:{وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ}. وهذا يبطل قول من قال إنه كان قبل نوح.
٣ - أن هذا لو كان واقعا صحيحا أن بشرا من بني آدم يعيش من حين يولد إلى آخر الدهر، ومولده قبل نوح، لكان هذا من أعظم الآيات والعجائب، وكان خبره في القرآن مذكورا في غير موضع، لأنه من أعظم آيات الربوبية.
وقد ذكر الله من أحياه ألف سنة إلا خمسين عاما وجعله آية فكيف بمن أحياه إلى آخر الدهر؟ ولهذا قال بعض أهل العلم: ما ألقى هذا بين الناس إلا شيطان.
٤ - أن القول بحياة الخضر قول على الله بلا علم، وذلك حرام بنص القرآن.
أما المقدمة الثانية فظاهرة.
وأما الأولى، فإن حياته لو كانت ثابتة لدل عليها القرآن، أو السنة، أو إجماع الأمة، وهذه المصادر لم تنقل لنا شيئا من ذلك.
٥ - أن غاية ما يتمسك به من ذهب إلى حياته، حكايات منقولة يخبر الرجل بها أنه رأى الخضر. فيا لله العجب هل للخضر علامة