ذلك، في مقابلة عدم نهوض أدلة الفريق الآخر: القائلين بكونه رجلا صالحا، إلى الوصول إلى مستوى درجة تلك الأدلة من الصحة والوضوح فضلا عن أن تتميز عليها أو تفوقها.
أما بالنسبة لبقائه على قيد الحياة: فالذي يترجح من الأقوال في ذلك: عدم بقائه على قيد الحياة، لقوة أدلة الفريق القائلين بذلك من الكتاب والسنة وأقوال العلماء والمعقول، بينما نجد الفريق المستدل على بقائه على قيد الحياة، أدلتهم غير صريحة، وأكثرها منامات وتخيلات، وأقوال لأناس من المتصوفة لم يشهد لهم بضلوع في العلم ولا العبادة والزهد والورع.
ومن الدروس والعبر المستنبطة من تلك القصة: رأينا قوة عزم نبي الله موسى عليه السلام على الرحلة لطلب العلم رغم عظم المشقة وبعد المسافة وطول المدة، مع كونه بمنزلة عالية من العلم حيث أنزلت عليه التوراة، وهو من أولي العزم من الرسل، وظهور بعض المعجزات على يديه في هذه الرحلة، كما تبين لنا سمو أدبه عليه السلام مع الخضر عند لقائه إياه، وتلطفه في مخاطبته له، والتماسه منه مرافقته للتزود من علمه، وعزمه على الصبر، ووعده بامتثال الأمر، وقبوله للشرط، لكن وجدنا خلاف ما وعد به، عندما وقعت الأمور على خلاف ما كان يعهده من شريعته، ورأينا حسن اعتذاره بالمرة الأولى، ثم شدة إنكار الخضر عليه لما وقعت منه المخالفة