يقول:«فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام»(١)، ففي هذا الحديث يبين النبي - صلى الله عليه وسلم - أن فضل عائشة زائد على النساء كزيادة فضل الثريد على غيره من الأطعمة.
٩ - ومن مناقبها رضي الله عنها نزول آيات من كتاب الله بسببها فمنها ما هو في شأنها خاصة ومنها ما هو على الأمة عامة فأما الآيات الخاصة بها والتي تدل على عظم شأنها ورفعة مكانتها شهادة الباري جل وعلا لها بالبراءة مما رميت به من الإفك والبهتان وهو قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ}(النور ١١) إلى قوله تعالى {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} النور (٢٦).
وقد قال بعض المحققين فيها أيضاً (ومن خصائصها أن الله سبحانه وتعالى برأها مما رماها به أهل الإفك وأنزل في عذرها وبراءتها وحياً يتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم
(١) صحيح البخاري الْأَطْعِمَةِ (٥٤٢٨)، صحيح مسلم فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ (٢٤٤٦)، سنن الترمذي الْمَنَاقِبِ (٣٨٨٧)، سنن ابن ماجه الْأَطْعِمَةِ (٣٢٨١)، مسند أحمد (٣/ ٢٦٤)، سنن الدارمي الْأَطْعِمَةِ (٢٠٦٩).