للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ}، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم «والصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، ولا يزال العبد يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا» (١) وقال الله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}، فالمؤمن صادق في أعماله، وصادق في أخباره، وصادق في تعامله، وصادق في كل أحواله، وصادق القول والعمل لا يقول إلا خيرًا، ولا يتحدث إلا بخير، فلا تسمع منه عوائد الكذب، وغرائب الأخبار، ولكن تسمع منه الصدق الحق، والحق فيما يقول.

ومعنى الشيوع: نشر الشيء وإظهاره حتى يشيع بين الناس ويعرفه من كان جاهلاً به، هذه الإشاعات في الغالب عليها أنها تستعمل في نشر أخبار غير لائقة، وبث أقوال غير صادقة، القصد منها الإرجاف بالأمة، والفت في عضدها وإضعاف عزائمها، والإشاعات قديمة وليست حديثة اليوم لكنها تتفاوت من زمن إلى آخر، وقد ذكر الله في كتابه في قصص أنبيائه ورسله كيف أشاع عنهم أقوامهم ما ليس لائقًا بالأنبياء فهذا نوح عليه السلام قالوا فيه


(١) أخرجه بهذا اللفظ مسلم في صحيحه، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، برقم (٢٦٠٧).