للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلون آخر غير ما نحن فيه الآن، وهذا له حكم آخر.

وسبب المنع هنا والتشديد فيه أن اعتياد الكثير على ذلك يحدث شعارا في الدين وهو أمر ممنوع في الشريعة، وقد قرر هذا الأصل الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد في شرح العمدة (١) (٢) ونقله عنه ابن الملقن وقال: وهو من النفائس (٣)

قال ابن دقيق العيد: قد مُنعنا من إحداث ما هو شعار في الدين .... وقريب من ذلك أن تكون العبادة من جهة الشرع مرتبة على وجه مخصوص فيريد بعض الناس أن يحدث فيها أمرا آخر لم يرد به الشرع، زاعما أنه يدرجه تحت عموم، فهذا لا يستقيم؛ لأن الغالب على العبادات التعبد، ومأخذها التوقيف.

ثم قال: وهذه الصورة حيث لا يدل دليل على كراهة ذلك المحدث أو منعه، فأما إذا دل فهو أقوى في المنع وأظهر من الأول. انتهى

ولا أظنه يخفى ما ورد من المنع من الصلاة بعد الصبح، مما يؤكد على التضييق في الرخصة بقضاء ركعتي الفجر بعدها.

وقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه ضرب زيد بن خالد حينما رآه يصلي بعد العصر فقال زيد: «اضرب يا أمير المؤمنين، فوالله


(١) ١/ ٢٠٠.
(٢) ١/ ٢٠٠. ') ">
(٣) الإعلام بفوائد عمدة الأحكام ٢/ ٤٠٠. ') ">