وقد تمسكا بحديث عائشة، وليس فيه إلا أن عائشة شكت هل كان يقرأ بالفاتحة أم لا لشدة تخفيفهما، وهذا لا يصلح التمسك به لرد الأحاديث الصحيحة الصريحة
والراجح: هو القول الأول؛ لدلالة السنة الصحيحة الصريحة عليه، وما ذهب إليه مالك من الاقتصار على الفاتحة محتجا بحديث عائشة فلا دلالة فيه، إذا لا ملازمة بين مطلق التخفيف والاقتصار على الفاتحة؛ لأنه من الأمور النسبية، وقد جاء عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا:«نعم السورتان هما يقرأ بهما في ركعتي الفجر: قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد»(١) مما يدل على أن مقصودها في الحديث الأول الإشارة إلى التخفيف لا إنكار مطلق قراءة النبي صلى الله عليه وسلم.
(١) رواه ابن ماجه باب ما جاء فيما يقرأ في الركعتين قبل الفجر. قال ابن حجر: بسند قوي. الفتح ٣/ ٤٧.