للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصالحها، فقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مكارمَ الْأَخْلاَقِ» (١) وقال: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلاَقِ» (٢) فيجب على كل مسلم أن يجعل همَّه في إصلاح أخلاقه، وإقامتها على هدي القرآن الكريم، والسنة المطهرة، وأن يجاهد نفسه في الاتصاف بما أحبَّ اللهُ منه، وأن يأخذ من البعثة النبوية مقصودها. ولَمّا كان المتحلي بهذه الأخلاق الكريمة والشيم النبيلة محط أنظار الناس، وتأثرهم به؛ لِمَا امتاز به مِن مِنة الله تعالى عليه، حيث جعله إمامًا يُقتدى به في الخير، وقد تحقق فيه قول الله تعالى: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} فهو مثال حي، وقدوة صالحة، يثير في نفس العاقل البصير قدرًا كبيرًا من الاستحسان والإعجاب والتقدير والمحبة، فيميل إلى الخير بسببه، ويتطلع إلى مراتب الكمال، فيأخذ بالأسباب ليعمل مثله، حتى يحتل درجة من الكمال والاستقامة وحيث إن أخلاق


(١) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ١٠/ ١٩٢، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ١/ ١١٢، برقم (٤٥).
(٢) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ٢/ ٣٨١، والبخاري في الأدب المفرد ٢٧٣، والحكم في المستدرك ٢/ ٦١٣، وقال صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (٢٠٧).