للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهو مشرك، ومن لم يكن صادقًا فهو منافق] (١) والجامع الذي يجمع بينهما قول النبي صلى الله عليه وسلم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» (٢) ولو تأملنا معنى النصيحة لوجدناها تجمع بين معنى الصدق والإخلاص حتى في اللغة وعرف الناس، فإن الشيء الناصح هو الخالص الذي لا تشوبه شائبة، وهذا يكون في الصدق أيضًا. ثم إن مَن تُقدّم له كلمة أو موعظة أو أي شيء ينفعه وتقول إنك ناصح له، فإنك تريد أن تثبت له الأمرين معًا: أنك صادق في محبته وفيما قلته له، ولو كذبت عليه لما كانت نصيحة. والأمر الآخر: أنك مخلص له: فلو غششته فيما قلت له لما كانت نصيحة. فلذلك هذان العملان القلبيان يقترنان ويتداخلان، ولهذا نجد أن الأحاديث التي ذُكِرت فيها شروط لا إله إلا الله قد ذكرت العمَلين معًا، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ» (٣) وقال صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ إِلاَّ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ» (٤)


(١) قرة عيون الموحدين (٢٩). ') ">
(٢) صحيح مسلم ١/ ٧٤، كتاب الإيمان، باب: (٢٣) بيان أن الدين النصيحة، الحديث (٥٥).
(٣) صحيح البخاري ١/ ٣٣، كتاب العلم، باب: (٣٣) الحرص على الحديث.
(٤) صحيح البخاري ١/ ٤١، كتاب العلم، باب: (٤٩) مَن خَصَّ بالعلم قومًا دون قوم كراهية أن لا يفهموا.