وخصائص منهج أهل السنة والجماعة يقوم على تأليف القلوب وتوحيد الكلمة ومعالجة التصدع والتفرق، قال تعالى:{فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
وأهل السنة كانوا يختلفون فيما بينهم على المسائل العلمية والعملية، ولكنهم يضبطون سلوكهم - مهما كان حجم الخلاف - بأدب الاختلاف من الود والألفة والاحترام المتبادل في الإطار الأساسي وهو المحافظة على الجماعة.
يقول شيخ الإسلام:
"تعلمون أن من القواعد العظيمة التي هي جماع الدين: تأليف القلوب واجتماع الكلمة وإصلاح ذات البين (١)
إن عدم التركيز على ثوابت الإسلام وأهمها تأليف القلوب جعلنا نهتم بالوسائل وننسى الغايات، " إن المشكلة التي نعاني منها اليوم هي ضعف فهمنا لمرامي ما نعلم وقصور إدراكنا للغايات، كما أننا افتقدنا الموجه الصحيح الذي يمنحنا السلامة، لقد اكتسبنا المعرفة وافتقدنا خُلقها، وامتلكنا الوسيلة وضيعنا الهدف والغاية، وما أكثر ما فوتت خلافاتنا حول مندوب أو مباح أمرًا مفروضًا أو واجبًا أو غاية