العلم عند من يوافقهم الرأي والمذهب، أما من خالفهم فهم يسيئون الظن ويحقدون ويفعلون ويفعلون، أليست هذه أخلاق اليهود التي حذرنا الله منها (١)
إن الاختلاف في وجهات النظر أمر طبيعي فطري وله علاقة بالفروق الفردية، وكلٌ مُيسَر لما خُلِق له، وإلا لما كان الإيمان درجات والجنة درجات، ومما يؤسف له أن يتحول الاختلاف من ظاهرة صِحّيَّةٍ تعطي العقل خصوبة وسعة اطلاع إلى مرض عضال وسم زعاف أدى إلى التآكل والتفتت، حتى أصبح البعض يُعامل إخوانه الذين يلتقون معه على أصول العقيدة كأنهم أعداؤه وسبب هذا عجزه عن النظرة الكلية والرؤية الشاملة فيضيق ذهنه على جزئية صغيرة يضخمها ويكبرها إلى درجة أنه لا يمكن أن يرى معها شيئًا آخر أو يقبل إنسانًا يخطئه فيها فيُوالي عليها ويُعادي عليها، قال تعالى:{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}.
قد تنقلب الآراء الاجتهادية والمدارس الفقهية التي محلها النظر والاجتهاد على أيدي المقلدين العوام إلى ضرب من التخريب الفكري والتعصب، إن السلف الصالح اختلفوا لكنهم لم يتفرقوا؛