للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إمكانه هو أحق أن يتقبل الله حسناته، ويُثيبه على اجتهاداته، ولا يؤاخذه بما أخطأ " (١)

ويقول أيضًا مبينًا أن المسائل الدقيقة في مسائل الأصول كثر فيها الخلاف فقال: " فإن مسائل الدق في الأصول لا يكاد يتفق عليها طائفة، إذ لو كان كذلك لما تنازع في بعضها السلف من الصحابة والتابعين وقد ينكر الشيء في حال دون حال، وعلى شخص دون شخص ". ويضع شيخ الإسلام حدًا للمسائل التي يُبدع قائلها فيقول: " نعم من خالف الكتاب المستبين والسنة المستفيضة أو ما أجمع عليه سلف الأمة خلافًا لا يُعذر فيه، فهذا يُعامل بما يُعامل به أهل البدع " (٢)

ويضرب شيخ الإسلام أمثلة للمسائل التي وقع فيها خلاف ويُعذر فيها المخالف. فقال: " فعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قد خالفت ابن عباس وغيره من الصحابة في أن محمدًا رأى ربه، وقالت: من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية، وجمهور الأمة على قول ابن عباس، مع أنهم لا يبدعون المانعين الذين وافقوا أم المؤمنين رضي الله عنها وكذلك أنكرت أن يكون الأموات يسمعون دعاء الحي، وكذلك معاوية نقل عنه في أمر المعراج أنه كان


(١) مجموع الفتاوى، ٢٠/ ١٦٦. ') ">
(٢) الفتاوى، ٣/ ٥٦. ') ">