تعاليمه بقدر ما قام به من إكراه للدخول فيه! وهذه الأقوال على سطحيتها العلمية وكونها تدل تماما على جهل قائلها بتعاليم الإسلام؛ إلا أننا نجد لها رواجا كبيرا حتى عند طائفة من المثقفين.
ونضيف أيضا، أن الإسلام استأثر كثيرا بالحملة المثارة حول السلام والحرب فيه، بالرغم أن غيره من الأديان لم يكن أقل شأنا منه في هذه الناحية. واستجابة لذلك؛ فمن المهم أن تنحو الدراسات المعاصرة إلى ابتكار طرائق جديدة في سبيل بيان مفهوم الإسلام للسلام والحرب، وألا نكتفي بالموقف الدفاعي المعهود في كتاباتنا، ومن يتابع المشهد الفكري حول الإسلام في القرون الوسطى الأوروبية يلحظ وصفه بأبشع الصفات. ويصف " جير نوتر " هذه الحالة الغربية بقوله: (الشعار الذي يبدو أنه لا يمكن استئصاله، القائل بأن مقصد الإسلام الوحيد هو التوسع "بالنار والحديد" ... مع ملاحظة أن أوضاع المسيحيين في حالة الفتح الإسلامي كانت في العادة أفضل بكثير من العكس، هو في الواقع حقيقة معروفة لا جدال فيها، ولكنها لم تتمكن فيما يبدو من فرض نفسها على الوعي الأوروبي. وتُمثّل أسطورة "النار والحديد" أحد أوجه أهم فكرة نمطية ثابتة في إطار الشعائر العدائية تجاه الإسلام. أي أن الإسلام والمسلمين جميعا يَتّسِمون أصلا بالعنف والعدوانية، وبذلك فهم يمثلون تهديدا للحضارة الغربية. ولم يتغير شيء من هذه الصورة منذ القرون