للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الغربية أو غير الإسلامية عموما حول الإسلام.

وبالرغم من مبالغة المسلمين في الدفاع عن هذه القضية، الأمر الذي أدى إلى إنكار بعضهم لحقائق تاريخية ثابتة في الإسلام! فنحن لا يمكننا أن ننكر أن تلك الفتوحات الإسلامية كانت بالسيف، والتي كانت - ولا شك - أحد أسباب انتشار الإسلام؛ إلا أننا لا بد أن نشير إلى أن هذه الحروب لم تكن أمرًا تفرد به الإسلام عن غيره من الديانات والحضارات، بل هو فاتح، لكنه من نوع أخلاقي، رسم منهجية حربية جديدة على التاريخ أجمع، وهو الأمر الذي يتميز به سيف المسلمين عن غيرهم. وفي الوقت نفسه لم يكن السيف هو الذي أدى إلى انتشار الإسلام بشكل سريع جدا، إذ كانت تعاليمه السمحة مثار إعجاب الأمم المغلوبة، كما سيأتي تفصيله.

ومع هذه السماحة فإن ذلك لم يَرُقْ لكثيرٍ من الدارسين لعلوم الإسلام، إما جهلا بحقيقته، وإما استعمالا لمناهج غير علمية مع الإسلام. ولذا ما زالوا يتحدثون على أن الإسلام هو دين الدم والسيف، ولم يكن هدفه إلا بناء إمبراطورية عظمى!

أولا: الهجمة على الحرب الإسلامية

تقول المستشرقة الإسرائيلية " حافا لزروس " مكررة تلك الآراء غير الدقيقة حول الإسلام: (وكلنا يعرف أن الإسلام حاول نشر دينه بالقوة على وجه الخصوص، وإلى درجة كبيرة، ومن خلال رغبته في تخليص العالم من الضلال الذي يعيش فيه، ولم يستنكف عن