للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الوقت نفسه مبادئ أخلاقية لم يعرف التاريخ مثيلا لها. ومن تلك المبادئ:

أولا: أن يكون مقصد القتال خالصا لله، لنشر الدين. والمبدأ الثاني: أن يكون هذا القتال صالحًا أخلاقيا وليس للجبروت والبطر.

المبدأ الأول: أن يكون القتال في سبيل الله، ولإبلاغ دينه (١)

والمراد بهذا أن يخلص المجاهد إلى أن تكون كلمة الله هي العليا، وأن ينتشر دين الله بين الشعوب. فالمصلحة الشخصية أو القومية لا تبرز الحرب، بل تجعل الحرب غير شرعية في حكم الإسلام.

وأهمية هذا المبدأ تظهر أن لفظ القتال أو الجهاد نادرًا ما يرد في القرآن دون تقييده بأن يكون في سبيل الله، وأحيانًا يكون مقرونًا بالأمر بالتقوى.

إن أول ما أصّله الإسلام في أمر القتال؛ هو أن يكون لسبب مشروع ولمقصود حسن، وبهذا ألغى الإسلام جميع الحروب التي لا يُقصد من ورائها إلا إظهار الشجاعة، أو كسب السمعة، أو الحصول على الأموال، أو تملك الأراضي، أو الحفاظ على العصبية الوطنية. فلا يُشرع القتال في الإسلام إلا لإعلاء كلمة الله والدفاع عن حوزة


(١) راجع هذا في: سماحة الأحكام الشرعية في علاقة المسلمين مع غيرهم، محمد تقي العثماني، ص ٣٠٩. ') ">