للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أننا نجد أنه يؤكد أيضا على مبادئ شريفة في هذه الحرب التي سيخوضها المسلمون مع أعدائهم. ولئن كانت تلك الأمم لا تعترف بمثل المبادئ الإسلامية، فالمسلمون لا بد أن يتمسكوا بها. ولذا نجد في هذه المسألة نصوصا متعددة تتحدث عن ابتكارٍ إسلامي فريد لمبادئ القانون الإنساني الدولي، ذلك أن المسلمين وضعوا قواعد وضوابط تدل على عناية الفاتح المسلم بمبادئ الحرب.

من الأركان المهمة في الفتوحات الإسلامية " عدم تجاوز ضرورات الحرب"، وعندما يُقعّد الإسلام لمبدأ المعاملة بالمثل كما في الآية الكريمة: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} النحل: ١٢٦، فإن هذا المبدأ " عدم تجاوز ضرورات الحرب" يُعد قيدا مهما على قاعدة " المعاملة بالمثل "، إذ لا خيار للمسلم في عدم الالتزام بالمعايير الأخلاقية الإسلامية في معاملة العدو، وإن كان العدو لم يلتزم بها. ولا خيار للمسلم في عدم الوقوف عند حدود الله، وإن كان عدوه المحارب تجاوز هذه الحدود، فإذا مثَّل محاربو المسلمين بالقتلى؛ فلا يجوز للمسلمين معاملتهم بالمثل، وإذا قتل الأعداء نساء المسلمين وصبيانهم أو غير المقاتلين منهم؛ فلا يجوز للمسلمين أن يقتلوا نساء الأعداء أو صبيانهم أو غير المقاتلين منهم.

وقد أفاض المفسرون عند تفسيرهم للآية السابقة في ذكر ما