" في صورتها النظرية "(١) ونحن إذ نوردها هنا لا بد أن نتنبه إلى أمرين:
الأول: أن هذه النصوص هي جزء من دين الإسلام؛ ولا يمكن تجاهل الإشارة إليها، ما دام أنها موجودة بشكل واضح في نصوص كتابه المقدس.
ثانيا: أن هذه النصوص لم تعد مجهولة عند غير المسلمين، بل كثيرا ما تُثار الشبهات حولها، من دون أن يوجد في العديد من الأحيان من يجيب عنها، ونتيجة لذلك؛ تم توظيفها توظيفا سيئا ضد الإسلام، وكأنه لا يوجد أي تعاليم أخلاقية في الحرب الإسلامية. لذا تظهر أهمية الإشارة إليها وبيان مرادها وظروفها الزمانية والمكانية. ومن الخطأ التعامي عن ذلك، فهو ليس مُخففا لوطأة الهجوم على الإسلام.
وهنا أقول: إن في بعض النصوص النبوية ما يمكن أن يُصنف تحت ما يُسمى في القانون الدولي الإنساني بـ (جرائم ضد الإنسانية)، وأضرب لذلك بمثالين:
(١) وقصدي بذلك، أن هناك قانونا دوليا إنسانيا يتعلق بقضايا الحرب، ويوجد فيه الكثير من التشريعات المتعلقة بذلك، وخلاصته تحويه اتفاقيات جنيف الأربع. إلا أن حروب القرن الماضي وبدايات القرن الحالي أظهرت عدم الالتزام بهذه القوانين، وسقط في مخالفة تلك القوانين أكثر الدول مناداة لحماية حقوق الإنسان.