وهو موقف ليس بمُستغرب، ولا يقل قائل بأنه من قبيل التناقض! كلا، فقد كان نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم يطبق القانون الذي يستحقه هؤلاء جراء خيانتهم العظمى، ويُطبق القانون الذي يستحقه الأسير وغيره من الرحمة والعناية.
ويقول عمران بن حصين: «كانت ثقيف خلفاء لبني عقيل فأسرت ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من بني عقيل، وأصابوا معه العضباء ... فناداه، فقال: يا محمد يا محمد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رقيقا، فرجع إليه، فقال:"ما شأنك؟ " قال إني مسلم، قال:" لو قلتها وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح"، ثم انصرف فناداه، فقال: يا محمد يا محمد، فأتاه، فقال:" ما شأنك؟ "، قال: إني جائع فأطعمني وظمآن فاسقيني، قال: " هذه حاجتك» (١)