للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

، الصحة رقم: ٣٢

يلحق بها بعد كِبَرها، أو خوفًا ألا تقوم بخدمة نفسها، وطلب الرزق، أو يقتل الولد ولو كان ذكرًا خوفًا أن ينافسه على مطعمه ومشربه؛ لأن الثقة بالله منعدمة في قلوبهم، ينظرون إلى الساعة الراهنة، ولا يؤملون في البعيد، ولهذا ذكّر الله العباد بنعمه فقال: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}، وقال: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}.

والملك يأتي الجنين عندما يمضي مائة وعشرون يومًا، ليكتب رزقه وأجله وعمله، وشقيًا أو سعيدًا، والله يقول: {نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ}، الرزق من الله لكم ولهم، فضل الله عام، ولهذا رغّب بالنفقة على الأولاد، وجعل الإنفاق عليهم من أهم النفقات وأفضلها، «وكفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول» (١) «ابدأ بنفسك ثم بمن تعول» (٢)


(١) أخرجه النسائي في السنن الكبرى ٥/ ٣٧٤ ح٩١٧٦.
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه ح ٩٩٧، بلفظ: ((ابدأ بنفسك فتصدق عليها فإن فضل شيء فلأهلك)).