للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

" مستقيما " أي مستويا قويما لا اعوجاج فيه. فأمر باتباع طريقه الذي طرقه على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وشرعه ونهايته الجنة، وتشعبت منه طرق، فمن سلك الجادة نجا، ومن خرج إلى تلك الطرق أفضت به إلى النار.

قال الله تعالى: {وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} أي تميل " (١)

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: «خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَطًّا ثُمَّ قَالَ: ((هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ - ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ سُبُلٌ قَالَ يَزِيدُ: مُتَفَرِّقَةٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ)). ثُمَّ قَرَأَ {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}» (٢)

" وهذه السبل تعم اليهودية والنصرانية والمجوسية وسائر أهل الملل وأهل البدع والضلالات من أهل الأهواء والشذوذ في الفروع، وغير ذلك من أهل التعمق في الجدل، هذه كلها عرضة للزلل، ومظنة لسوء المعتقد " (٣)


(١) الجامع لأحكام القرآن لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي الجزء الأول أعاد طبعه دار إحياء التراث العربي بيروت - لبنان ١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م – ٧/ ١٣٧.
(٢) أخرجه الإمام أحمد، مسند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ٩/ ٢٥٢ برقم ٤٢٢٥ - .
(٣) انظر: تفسير القرطبي ٧/ ١٣٨ والجواهر الحسان في تفسير القرآن لأبى زيد عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي ٢/ ١١، والتفسير الميسر - تأليف: عدد من أساتذة التفسير تحت إشراف الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي - وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ٢/ ٤٤٨