وقد أدرك السلف الصالح خطورة مجالسة أهل الأهواء والبدع فتركوها وحذروا منها وقد نقل الإمام القرطبي رحمه الله جانبا من أقوالهم في هذا الصدد حيث قال:
" قال ابن خويز منداد: منع أصحابنا الدخول إلى أرض العدو ودخول كنائسهم والبيع، ومجالس الكفار وأهل البدع، وألا تعتقد مودتهم ولا يسمع كلامهم ولا مناظرتهم".
وقد قال بعض أهل البدع لأبي عمران النخعي: اسمع مني كلمة، فأعرض عنه وقال: ولا نصف كلمة. ومثله عن أيوب السختياني.
وقال الفضيل بن عياض: من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه، ومن زوج كريمته من مبتدع فقد قطع رحمها، ومن جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة، وإذا علم الله عز وجل من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له"
أبعد كل هذا الأمر بحسن اتباع كتاب الله وسنة رسوله الكريم، والنهي عن المخالفة، والتهديد من الابتداع في الدين، والتحذير من مجالسة المبتدعين، هل يليق بعد هذا كله أن ينجرف شباب
(١) رواه الطبراني في المعجم الأوسط - ٧/ ٣٥ برقم ٦٧٧٢ط- دار الحرمين - القاهرة، ١٤١٥