للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}.

{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ} " بدين الإِسلام، أو بكتابه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «القرآن حبل الله المتين» (١) استعار له الحبل من حيث إن التمسك به سبب للنجاة من الردى، كما أن التمسك بالحبل سبب للسلامة من التردي والوثوق به والاعتماد عليه {جَمِيعًا} مجتمعين عليه {وَلا تَفَرَّقُوا} أي: ولا تتفرقوا عن الحق بوقوع الاختلاف بينكم كأهل الكتاب، ولا تتفرقوا تفرقكم في الجاهلية يحارب بعضكم بعضًا، ولا تذكروا ما يوجب التفرق ويزيل الألفة " (٢) (٣)

كما قال تعالى آمرًا بطاعة ولي الأمر بعد طاعة الله ورسوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا}.


(١) أخرجه الإمام الترمذي – كتاب: فضائل القرآن - باب مَا جَاءَ فِي فَضْلِ الْقُرْآن - ٥/ ١٧٢ برقم ٢٩٠٦
(٢) تفسير البيضاوي - ١/ ٣٧٣
(٣) تفسير البيضاوي - ١/ ٣٧٣ ') ">