للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَالْمُلاَطَفَة وَالتَّعَاضُد فِي غَيْر إِثْم وَلاَ مَكْرُوه " (١)

وعَنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ» (٢) " والمراد بذلك المسلم الكامل الإسلام، فمن لم يسم المسلمون من لسانه ويده فإنه ينتفي عنه كمال الإسلام الواجب، فإن سلامة المسلمين من لسان العبد ويده واجبة، فإن أذى المسلم حرام باللسان وباليد ((مِنْ لِسَانِهِ)) أَيْ بِالشَّتْمِ وَاللَّعْنِ وَالْغِيبَةِ وَالْبُهْتَانِ وَالنَّمِيمَةِ وَالسَّعْيِ إِلَى السُّلْطَانِ وَغَيْرِ ذَلِكَ ((وَيَدِهِ)) بِالضَّرْبِ وَالْقَتْلِ وَالْهَدْمِ وَالدَّفْعِ وَالْكِتَابَةِ بِالْبَاطِلِ وَنَحْوِهَا وَخُصَّا لِأَنَّ أَكْثَرَ الْأَذَى بِهِمَا أَوْ أُرِيدَ بِهِمَا مَثَلاً"

فكل هذه الأحاديث وغيرها تؤكد على حق الأخوة من المسلمين تجاه بعضهم بعضًا وما يترتب عليها من واجبات من شأنها إن روعيت أن يأمن المسلمون فكريًا من بعضهم البعض، فليس فيهم من يستورد الأفكار المسمومة وليس فيهم من يروجها، وليس فيهم من يطيح في الناس بالتكفير والتفجير من غير علم، وليس فيهم من


(١) شرح النووي على مسلم - ١٦/ ١٣٩. ') ">
(٢) أخرجه الإمام البخاري – كتاب الإيمان – باب: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده - ١/ ١٢برقم ١٠.