-والأمن الأخلاقي الذي هو من مستلزمات الرّاحة والاطمئنان على الأعراض من الانتهاك، والأنساب من الاختلاط وغيرها من الأعمال، التي ترتبط بالأمن في المجالات المختلفة.
ولأن الخلل بأي نوع من أنواع الأمن، الذي تتعهد الحكومات بحمايته، لسلامة مواطنيها، بحيث اهتمت به، وأنشأت لذلك أجهزة برجالها وعتادها، سُميت قوة الأمن، ويسهر رجالها على توفير الأمن بأشكاله عن التعديات والإضرار، والإخلال بأي جانب من جوانب الأمن، وفي المقدمة الأمن في مكافحة الجريمة والمخدّرات، والإجرام بأشكالها وأنواعها، لأن الانتزاع، والتهاون بالأمن يفتح باب شر في المجتمعات التي لا تستقيم الأمور بدون أمن قوي يردع المتهاون، ويقمع الإرهاب، وبه ينكمش الفساد وتجف منابع الجريمة، مع الوازع القوي، كما يروى عن عثمان بن عفان: الخليفة الراشد الثالث، رضي الله عنه في قوله:(يزع الله بالسلطان ما لا يزع بالقرآن).
ويقوى هذا الوازع مع قوة الإيمان العقدي في المجتمع؛ لأن كلّ ما نبع من عقيدة دينية شرعية، فإنه سيبقى حارسًا أميناً، يوجه القلوب والجوارح لكل خير، ونضرب مثلاً قريبًا ببعض البلاد التي قوي فيها الإيمان عقيدة، فقد انكمشت الجريمة بفروعها، وعرف كل فرد ماله وما عليه برقابة ذاتية، ولم يحتاجوا لحراسة أمنية مسلحة؛ لأن قوة الإيمان تردع النفس مهابة من عقاب الله، وخوفًا من الإثم