للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات:٥٦).

وأمرنا بالتسليم والرضا بقضائه وقدره – سبحانه - والذي هو الركن السادس من أركان الإيمان المتلازمة والتي لا يغني بعضها عن بعض، فعلينا أن نؤمن بأن ما يقع للعبد من مصائب إنما هو بقضاء الله وقدره وعلى العبد حماية نفسه ودفعها عنه، وإن وقعت فعليه الصبر ومحاولة معالجتها ورفعها، ويكون منعها باتخاذ الأسباب المانعة لها مثل الدعاء. قال -صلى الله عليه وسلم-: «لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر, وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه» (١) فالدعاء يرد القضاء بإذن الله والبر من أسباب جلب النعم، والذنوب من أسباب وقوع المصائب كما بان واستبان من هذا الحديث حتى منع الرزق. وجميع هذه الأسباب من قدر الله والتي جعل الله للإنسان السعي فيها.

فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما (٢) أن عمر بن الخطاب (٣) رضي الله عنه خرج إلى الشام حتى إذا كان بسرغ لقيه


(١) أخرجه ابن ماجه:٢/ ١٣٣٤، وأحمد:٥/ ٢٧٧، والحاكم بلفظه ١/ ٦٧٠، (وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه) وتابعه الذهبي.
(٢) هو: حبر الأمة عبد الله بن عباس ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، فقيه العصر، وإمام التفسير ت: ٦٨ هـ، انظر: سير أعلام النبلاء الذهبي: ٣/ ٣٣١.
(٣) هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب القرشي العدوي، أمير المؤمنين، مناقبه أكثر من أن تحصى وأشهر من أن تذكر، انظر أسد الغابة: //١٤٦، التهذيب: ٧/ ٣٨٦.