للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما وصفت (١)

فإن أنكر ذلك جاهل بتوجيه معنى خبر الله عن الميزان وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم عن وجهته وقال: وكيف توزن الأعمال والأعمال ليست بأجسام توصف بالثقل والخفة وإنما توزن الأشياء ليعرف ثقلها من خفتها وكثرتها من قلتها وذلك لا يجوز إلا على الأشياء التي توصف بالثقل والخفة والكثرة والقلة؟ قيل له في قوله: وزن ذلك نظير إثباته إياه في أم الكتاب واستنساخه ذلك في الكتاب من غير حاجة به إليه ومن غير خوف من نسيانه وهو العالم بكل ذلك في كل حال ووقت قبل كونه وبعد وجوده، بل ليكون ذلك حجة على خلقه كما قال جل ثناؤه في تنزيله: {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٨) هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ} (الجاثية: الآيتان ٢٨ - ٢٩) فكذلك وزنه تعالى أعمال خلقه بالميزان حجة عليهم ولهم: إما بالتقصير في طاعته والتضييع وإما بالتكميل والتتميم


(١) تفسير الطبري ج: ٨ ص:١٢٣ - ١٢٤ ') ">