ثواب ذلك عند الله، قال الله جل وعلا: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (١٥٥) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (١٥٦) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} وقال تعالى: {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ} وقال تعالى: {وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ} فالله سبحانه مدح الصابرين، وأثنى عليهم، وبشرهم بالرحمة، والهداية، والنعيم المقيم في الجنة في معرض عدّه لخصال أهل الإيمان، فالمؤمن ذو صبر، واحتساب، وتحمل لما أصابه إذا أيقن المسلم أن هذا المرض بقضاء الله وقدره، وأيقن أن الله أرحم به من أمه الشفيقة عليه، وأرحم به من أبيه، وأرحم به من عباده، وأنه الرحيم به الذي لا يقدّر عليه إلا ما فيه منفعة له، ومصلحة في آجل أمره وعاجله، فإذا تيقن ذلك صبر على البلاء، ورضي بذلك، واطمأنت نفسه به، وكلما اشتد به البلاء، وعظم الأمر التجأ إلى ربه وخالقه بالتضرع بين يديه، وسؤاله كشف الضر، ودفع البلاء عنه، قال الله جل وعلا عن نبيه أيوب عليه الصلاة والسلام: