للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال المغيرة بن شعبة: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فلما كان في السحر ضرب عنق راحلتي، فظننت أن له حاجة، فعدلت معه، فانطلقنا حتى تبرزنا عن الناس، فنزل عن راحلته، ثم انطلق فتغيب عني حتى ما أراه، فمكث طويلا ثم جاء، فقال: حاجتك يا مغيرة! قلت: ما لي حاجة! قال: فهل معك ماء؟ قلت: نعم، فقمت إلى قربة أو قال سطيحة معلقة في آخر الرحل، فأتيته بها، فصببت عليه، فغسل يديه فأحسن غسلهما، وأشك دلكهما بتراب أم لا، ثم غسل وجهه، ثم ذهب يحسر على يديه وعليه جبة شامية ضيقة الكم، فضاقت، فأخرج يديه من تحتها إخراجا، فغسل وجهه ويديه، ثم مسح بناصيته ومسح على العمامة ومسح على الخفين، ثم ركبنا، فأدركنا الناس وقد أقيمت الصلاة، فتقدمهم عبد الرحمن بن عوف، وقد صلى ركعة وهم في الثانية، فذهبت أوذنه فنهاني، فصلينا الركعة التي أدركنا، وقضينا التي سبقتنا (٢)»)، وكان هذا في تبوك، وكان المغيرة يحمل وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم، حين صلى خلف عبد الرحمن بن عوف: «ما قبض نبي قط حتى يصلي خلف رجل صالح من أمته». (٣)


(١) صحيح مسلم الصلاة (٢٧٤)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٢٤٤).
(٢) السطيحة: المزادة تكون من جلدين لا غير (١)
(٣) طبقات ابن سعد (٣/ ١٢٨ - ١٢٩)، وانظر مغازي الواقدي (٣/ ١٠١٢).