للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما ورد في أحاديث كثيرة من أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو بسبابته كحديث عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما- قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قعد يدعو وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، وأشار بالسبابة ... » (١). (٢)

وحديث ابن عمر «ورفع أصبعه فدعا بها» (٣). (٤) ونحوهما.

وجه الاستدلال:

أن معنى قوله: [قعد يدعو] أي قعد يتشهد، وكذا قوله: [فدعا بها] أي تشهد، وإنما سمي التشهد دعاء لاشتماله عليه، كما سمي الذكر دعاء في قوله- صلى الله عليه وسلم: «خير الدعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي (لا إله إلا الله .. ) (٥)» (٦)

وإذا ثبت هذا وهو أن الإشارة عند الشهادة .. فإن التوحيد مشتمل على النفي والإثبات، فينبغي أن كون الإشارة كذلك مشتملة عليهما، فيكون الرفع للنفي، والوضع للإثبات، فتحصل مطابقة القول والفعل


(١) صحيح مسلم الْمَسَاجِدِ وَمَوَاضِعِ الصَّلاَةِ (٥٧٩)، سنن النسائي السَّهْوِ (١٢٧٥).
(٢) سبق ذكره بتمامه صـ (١٠٤). ') ">
(٣) رواه مسلم (١/ ٤٠٨) [كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب صفة الجلوس في الصلاة وكيفية وضع اليدين على الفخذين].
(٤) سبق ذكره بتمامه صـ (١٠٣). ') ">
(٥) عون المعبود (١/ ٣٧٥)، ومرقاة المفاتيح (٢/ ٥٧٥). ') ">
(٦) أخرجه الترمذي (٥/ ٤١٨) [كتاب الدعوات، باب في دعاء يوم عرفة] وقال غريب، وابن أبي حميد المديني ليس بالقوي عند أهل الحديث. -وحسن الألباني في تعليقه على سنن الترمذي (٨١٤).