للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التحريك، فقد تكون الإشارة بمجردها أشد على الشيطان من الحديد.

دليل القول الثالث

استدل القائلون بعدم تحريك الأصبع، بأن تحريكها عمل كثير، فلم يجز وتبطل به الصلاة. (١)

ونوقش:

بأن هذا ليس بشيء (٢) فلا يسلم بأن تحريك الأصبع من جنس العمل الكثير المفسد للصلاة، ولو لم يرد في نص، وكيف وقد ورد.

الترجيح:

من خلال استعراض الأدلة والمناقشات يتبين أن سبب الخلاف هو تعارض ظاهر حديثي ابن الزبير ووائل بن حجر.

وأقرب الأقوال في نظري هو الجمع بينهما: بأن وائل بن حجر رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- يرفع سبابته ثم يخفضها مع كل دعاء، فسمى ذلك حركة، (٣) لكن ليست هي الحركة التي يعنيها الفقهاء، وهي الحركة المستمرة- وبهذا يكون الراجح عدم تحريك السبابة تحريكًا مجردًا عن الدعاء وإنما يشير بها مستمرا، ويحركها مع الدعاء.


(١) البيان للعمراني (٢/ ٢٣١). ') ">
(٢) البيان للعمراني (٢/ ٢٣١). ') ">
(٣) قال السهارنفوري: عند الحنفية لا تعارض بين الحديثين فإنهم يقولون: ترفع عند النفي، وتوضع عند الإثبات، وهذا هو محمل التحريك. بذل المجهود (٥/ ٣٢٠).