للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه بجميع مَحامِدِهِ (١)

وبالنظر في معنى الدعاء ومعنى الذكر تتضح العلاقة بينهما، حيث إن الدعاء ذكرٌ للمدعو سبحانه؛ لأنه متضمن للطلب والثناء عليه بأوصافه وأسمائه (٢) فهو ذكر وزيادة، والذكر يتضمن الطلب فهو دعاء، (٣) إلا أن الذكر بمعنى الثناء على الله تعالى وتمجيده وتقديسه أفضل من دعاء المسألة والطلب (٤) من حيث الجملة؛ لأن ((الذكر ثناء


(١) ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير ٢/ ٤١. ') ">
(٢) كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الدعاء الحمد لله». أخرجه الترمذي في سننه، كتاب الدعوات، باب ما جاء أن دعوة المسلم مستجابة ٥/ ٤٦٢ رقم ٣٣٨٣، وحسنه الألباني. فسمى الحمد لله دعاء، وهو ثناء محض؛ لأن الحمد متضمن الحب والثناء، والحب أعلى أنواع الطلب، فالحامد طالب للمحبوب، فهو أحق أن يسمي داعيًا من السائل الطالب، فنفس الحمد والثناء متضمن لأعظم الطلب، فهو دعاء حقيقة، بل أحق أن يسمى دعاء من غيره من أنواع الطلب الذي هو دونه.
(٣) ينظر: شأن الدعاء، للخطابي ٤، مجموع الفتاوى، لابن تيمية ١٥/ ١٩، بدائع الفوائد، لابن القيم ١/ ٩، تصحيح الدعاء، لبكر أبو زيد ٦، الدعاء وأحكامه الفقهية، للمهيزع ١/ ٤١.
(٤) معنى دعاء المسألة والطلب: طلب ما ينفع، أو طلب دفع ما يضر، بأن يسأل الله ما ينفعه في الدنيا والآخرة، ودفع ما يضره في الدنيا والآخرة. ينظر: بدائع الفوائد، لابن القيم ٣/ ٥١٣.