للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣ - اشتمال الأدعية المأثورة على لغة غنية، وأدب جميل؛ ذلك أن مصدرها «الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه» (١) والنبي صلى الله عليه وسلم وهو ((أفصح الناس لسانا، وأوضحهم بيانا، وأوجزهم كلاما، وأجزلهم ألفاظا، وأصحهم معاني، لا يظهر فيه هُجْنة (٢) التكلّف، ولا يتخلله فَيْهَقَة (٣) التَّعَسّف)) (٤)

٤ - إن الدعاء المأثور إذا كانت صفته ما تقدم، فهو من أوقع الكلام في الكشف عن مكامن الضمائر، ومرادات النفس، ومتطلبات الروح، مع إبداع في استخدام أساليب الاستدعاء والرجاء والاعتذار، في حال العسر واليسر، والاضطرار والرخاء، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه،


(١) أخرجه الترمذي في سننه، كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في فضل القرآن ٥/ ١٧٢، رقم ٢٩٠٦، وضعفه الألباني.
(٢) هُجنة: الهُجْنة من الكلام ما يَعِيبُ المتكلم به. ') ">
(٣) فيهقة: مأخوذ من الفَهْق، وهو الامتلاء والاتساع، والمتفيهق هو الذي يتوسع في كلامه، ويتَنَطَّع فيه، ويفتح به فاه. /٥٠ ينظر: مادة "فهق" في: لسان العرب، لابن منظور ١٠/ ٣١٣، القاموس المحيط، للفيروز آبادي ١١٨٨.
(٤) أعلام النبوة، للماوردي ١/ ٢٥٤. ') ">