للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ب- ورد من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي» (١) فإن كان الدعاء لطلب ما يسد رمق الإنسان من المطعم، وما يقيه بأس الحر وشدة البرد من الملبس والمسكن، ويدفع عنه الهلاك، فهو مثال للضروريات، وإن كان لطلب الكفاية فيما يحتاج إليه من ذلك بحيث يدفع عنه الضيق والحرج، فهو مثال للحاجيات، وإن كان لطلب اللذيذ من الطعام والجميل من اللباس والواسع من المسكن، وما يتصل بذلك من الآداب الحسنة، فيصلح مثالاً للتحسينيات.

كما أن هناك أمثلة لأدعية مأثورة تتعلق بحفظ قسم أو أقسام محددة من المقاصد الضرورية الخمسة التي اتفقت الأمة بل سائر الملل على أن الشريعة وضعت للمحافظة عليها، وهي الدين، والنفس، والنسل، والمال، والعقل (٢) سواء من جانب الوجود؛ وذلك بحفظ ما يقيم أركانها ويثبت قواعدها، أو من جانب العدم؛ بحفظها مما يدرأ عنها الاختلال الواقع أو المتوقع فيها

وفي المبحث الثالث والرابع سأسلط الضوء على نماذج من


(١) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل ٤/ ٢٠٨٧ رقم ٢٧٢٠.
(٢) ينظر: الموافقات، للشاطبي ١/ ٣٨. ') ">