للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الاستقامة على الدين خطير، ولذلك كانت أشد آية على النبي صلى الله عليه وسلم {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} فيحتاج المسلم إلى الاستعانة بربه على تقلبات الزمان، وما يموج به من منكرات ومعاصٍ وفتن وأهواء، كما أن ثمرة الاستقامة عظيمة، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٣٠) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (٣١) نُزُلا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} {ثُمَّ اسْتَقَامُوا} أي: داوموا على الاستقامة دواما ممتد الأمد، وتلك الاستقامة هي المعتبرة لا ما هو منقطع إلى ضده من الحيد إلى الهوى والشهوات (١) وهناك أقوال كثيرة في معنى هذه الآية، وهي ((وإن تداخلت فتلخيصها: اعتدَلوا على طاعة الله عقدا وقولا وفعلا، وداموا على ذلك)) (٢)

وقد حكى الله دعاء عباده الصالحين في مقام الثناء عليهم، حين قالوا: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ}


(١) ينظر: روح المعاني، للآلوسي ٣/ ٣٣. ') ">
(٢) تفسير القرطبي ١٥/ ٣١١. ') ">