للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقتضي "التوبة عن كل مخالفة تحصل بترك المأمور به أو فعل المنهي عنه، فإنه إذا ثبت أن مخالفة الشارع قبيحة شرعًا، ثبت أن المخالِفَ مطلوبٌ بالتوبة عن تلك المخالَفة من حيث هي مخالفة الأمر أو النهي، أو من حيث ناقضت التقرب، أو من حيث ناقضت وضع المصالح، أو من حيث كانت كفرانا للنعمة" (١) ومما ورد من الأدعية في طلب التوبة والمغفرة ما يلي:

أ- كثر ورود الاستغفار في القرآن الكريم بأساليب ومناسبات مختلفة، فقد ورد فيها استغفار الأنبياء عليهم السلام (٢) وأبرَزَ دعوة أقوامهم إلى طلب المغفرة (٣)؛ ليبين لنا بعض وسائلهم في توجيه أقوامهم إذا صدر منهم الخطأ، وفي ذلك تأكيد لما وضحه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من فضيلة الاستغفار، وأهميته للمسلمين.


(١) الموافقات [جزء ٣ – صفحة ٢٤٤]. ') ">
(٢) فهذا نوح عليه السلام يقول: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) [نوح: ٢٨]، وإبراهيم عليه السلام يستغفر الله قائلا: (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ) [إبراهيم: ٤١]، وموسى عليه السلام (قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [القصص: ١٦].
(٣) كقول لوط لقومه (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) [هود: ٣].