للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدثني شريح، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، سمعت صلة بن زفر منذ سبعين سنة، قال: هذا يدل على أنه طلب العلم في حياة عائشة وأبي هريرة.

وقال ابن عيينة: دخلت على أبي إسحاق، فإذا هو في قبة تركية ومسجد على بابها وهو في المسجد، فقلت: كيف أنت؟ قال: مثل الذي أصابه الفالج، ما ينفعني يد ولا رجل؟ فقلت: أسمعت من الحارث؟ فقال لي ابنه يوسف: هو قد رأى عليا -رضي الله عنه- فكيف لم يسمع من الحارث؟ فقلت: يا أبا إسحاق: رأيت عليا؟ قال: نعم.

قال سفيان: واجتمع الشعبي وأبو إسحاق، فقال له الشعبي: أنت خير مني يا أبا إسحاق، قال: لا والله، بل أنت خير مني، وأسن مني.

قال سفيان: وقال أبو إسحاق: كانوا يرون السعة عونا على الدين. وبه: حدثنا أحمد بن عمران الأخنسي، حدثنا أبو بكر بن عياش، سمعت أبا إسحاق، يقول: ما أقلت عيني غمضا منذ أربعين سنة.

حدثنا أحمد بن عمران، حدثنا ابن فضيل، حدثنا أبي قال: أتيت أبا إسحاق بعدما كف بصره، قال: قلت: تعرفني؟ قال: فضيل؟ قلت: نعم قال: إني والله أحبك، لولا الحياء منك لقبلتك فضمني إلى صدره، ثم قال: حدثني أبو الأحوص عن عبد الله لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم نزلت في المتحابين.

قال يونس: كان أبي يقرأ كل ليلة ألف آية. وقال أبو الأحوص: قال لنا أبو إسحاق: يا معشر الشباب اغتنموا يعني: قوتكم وشبابكم، قلما مرت بي ليلة إلا وأنا أقرأ فيها ألف آية، وإني لأقرأ البقرة في ركعة، وإني لأصوم الأشهر الحرم، وثلاثة أيام من كل شهر والاثنين والخميس.