إبراهيم النخعي، عن همام بن الحارث: كان أبو الدرداء يقرئ رجلا أعجميا: إن شجرة الزقوم طعام الأثيم فقال: " طعام اليتيم " فرد عليه، فلم يقدر أن يقولها. فقال: قل: طعام الفاجر. فأقرأه " طعام الفاجر ".
منصور، عن عبد الله بن مرة، أن أبا الدرداء قال: اعبد الله كأنك تراه وعد نفسك في الموتى، وإياك ودعوة المظلوم، واعلم أن قليلا يغنيك خير من كثير يلهيك، وأن البر لا يبلى، وأن الإثم لا ينسى.
شيبان، عن عاصم، عن أبي وائل، عن أبي الدرداء: إياك ودعوات المظلوم ; فإنهن يصعدن إلى الله كأنهن شرارات من نار.
وروى لقمان بن عامر، أن أبا الدرداء قال: أهل الأموال يأكلون ونأكل، ويشربون ونشرب، ويلبسون ونلبس، ويركبون ونركب، ولهم فضول أموال ينظرون إليها، وننظر إليها معهم، وحسابهم عليها ونحن منها برآء.
وعنه، قال: الحمد لله الذي جعل الأغنياء يتمنون أنهم مثلنا عند الموت، ولا نتمنى أننا مثلهم حينئذ. ما أنصفنا إخواننا الأغنياء: يحبوننا على الدين، ويعادوننا على الدنيا.
رواه صفوان بن عمرو الحمصي، عن عبد الرحمن بن جبير.
وروى صفوان، عن ابن جبير، عن أبيه، قال: لما فتحت قبرس، مر بالسبي على أبي الدرداء، فبكى، فقلت له: تبكي في مثل هذا اليوم الذي أعز الله فيه الإسلام وأهله؟ قال: يا جبير، بينا هذه الأمة قاهرة ظاهرة إذ عصوا الله، فلقوا ما ترى. ما أهون العباد على الله إذا هم عصوه.
بقية، عن حبيب بن عمر، عن أبي عبد الصمد، عن أم الدرداء، قالت: كان أبو الدرداء لا يحدث بحديث إلا تبسم، فقلت: إني أخاف أن يحمقك الناس. فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لا يحدث بحديث إلا تبسم.