قال إبراهيم بن المنذر الحزامي: هو كان سبب جلد ربيعة الرأي، ثم ولي بعد ذلك المدينة فلان التيمي، فأرسل إلى أبي الزناد، فطين عليه بيتا، فشفع فيه ربيعة.
قلت: تئول الشحناء بين القرناء إلى أعظم من هذا. ولما رأى ربيعة أن أبا الزناد يهلك بسببه ما وسعه السكوت، فأخرجوا أبا الزناد، وقد عاين الموت وذبل، ومالت عنقه. نسأل الله السلامة.
وروى الليث بن سعد، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال: أما أبو الزناد، فليس بثقة ولا رضي.
قلت: انعقد الإجماع على أن أبا الزناد ثقة رضي. وقيل: كان مالك لا يرضي أبا الزناد وهذا لم يصح، وقد أكثر مالك عنه في " موطئه ".
قال ابن عيينة: قلت للثوري: جالست أبا الزناد؟ قال: ما رأيت بالمدينة أميرا غيره.
وقال ابن عيينة: جلست إلى إسماعيل بن محمد بن سعد، فقلت: حدثنا أبو الزناد، فأخذ كفا من حصى، فحصبني به. وكنت أسأل أبا الزناد، وكان حسن الخلق.
يحيى بن بكير: حدثنا الليث، قال: جاء رجل إلى ربيعة فقال: إني أمرت أن أسألك عن مسألة، وأسأل يحيى بن سعيد، وأسأل أبا الزناد، فقال: هذا يحيى، وأما أبو الزناد، فليس بثقة.
قال يحيى بن معين: قال مالك: كان أبو الزناد كاتبا لهؤلاء، يعني: بني أمية، وكان لا يرضاه يعني: لذلك. ثم قال ابن عدي: أبو الزناد كما قال يحيى بن معين: ثقة حجة، ولم أورد له حديثا لأن كلها مستقيمة.