قلت: قبره داخل المعرة في مكان داثر، وقد حدث عنه أبو طاهر بن أبي الصقر الأنباري، وطائفة، وقد طال المقال، وما على الرجل أنس زهاد المؤمنين، والله أعلم بما ختم له. ومن خبيث قوله
أتى عيسى فبطل شرع موسى
وجاء محمد بصلاة خمس
وقالوا: لا نبي بعد هذا
فضل القوم بين غد وأمس
ومهما عشت من دنياك هذي
فما تخليك من قمر وشمس
إذا قلت المحال رفعت صوتي
وإن قلت الصحيح أطلت همسي
وممن رثاه تلميذه أبو الحسن علي، فقال
إن كنت لم ترق الدماء زهادة
فلقد أرقت اليوم من جفني دما
سيرت ذكرك في البلاد كأنه
مسك فسامعة يضمخ أو فما
وأرى الحجيج إذا أرادوا ليلة
ذكراك أخرج فدية من أحرما
وممن روى عنه أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، ومات قبله، وغالب بن عيسى الأنصاري.
وكانت علته ثلاثة أيام، ومات في أوائل شهر ربيع الأول من سنة تسع وأربعين وأربعمائة وعاش ستا وثمانين سنة.