وجعفر الذي هو جده التاسع: قال ابن دحية: جعفر هو الجوزي، نسب إلى فرضة من فرض البصرة يقال لها: جوزة. وقيل: كان في داره جوزة لم يكن بواسط جوزة سواها. وفرضة النهر ثلمته، وفرضة البحر محط السفن.
قال أبو المظفر جدي قرأ القرآن، وتفقه على أبي بكر الدينوري الحنبلي، وابن الفراء.
قلت: وقرأ القرآن على سبط الخياط.
وعني بأمره شيخه ابن الزاغوني، وعلمه الوعظ، واشتغل بفنون العلوم، وأخذ اللغة عن أبي منصور بن الجواليقي، وربما حضر مجلسه مائة ألف، وأوقع الله له في القلوب القبول والهيبة.
قال: وكان زاهدا في الدنيا، متقللا منها، وكان يجلس بجامع القصر والرصافة وبباب بدر وغيرها. إلى أن قال: وما مازح أحدا قط، ولا لعب مع صبي، ولا أكل من جهة لا يتيقن حلها.
وقال أبو عبد الله بن الدبيثي في " تاريخه " شيخنا جمال الدين صاحب التصانيف في فنون العلوم من التفسير والفقه والحديث والتواريخ وغير ذلك. وإليه انتهت معرفة الحديث وعلومه، والوقوف على صحيحه من سقيمه، وكان من أحسن الناس كلاما، وأتمهم نظاما، وأعذبهم لسانا، وأجودهم بيانا. تفقه على الدينوري، وقرأ الوعظ على أبي القاسم العلوي، وبورك له في عمره وعلمه، وحدث بمصنفاته مرارا، وأنشدني بواسط لنفسه:
يا ساكن الدنيا تأهب
وانتظر يوم الفراق
وأعد زادا للرحيل
فسوف يحدى بالرفاق
وابك الذنوب بأدمع
تنهل من سحب المآقي
يا من أضاع زمانه
أرضيت ما يفنى بباق
وسألته عن مولده غير مرة، ويقول: يكون تقريبا في سنة عشر وسألت أخاه عمر، فقال: في سنة ثمان وخمسمائة تقريبا.