للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال السمعاني: شيخ صالح، حسن السمت والأخلاق، متودد متواضع، سليم الجانب، استسعد بصحبة الإمام عبد الله الأنصاري، وخدمه مدة، وسافر إلى العراق وخوزستان والبصرة، نزل بغداد برباط البسطامي فيما حكاه لي، وسمعت منه بهراة ومالين، وكان صبورا على القراءة، محبا للرواية، حدث ب " الصحيح "، و " مسند " عبد، والدارمي عدة نوب، وسمعت أن أباه سماه محمدا، فسماه عبد الله الأنصاري عبد الأول، وكناه بأبي الوقت، ثم قال: الصوفي ابن وقته.

وقال السمعاني في " التحبير " إن والد أبي الوقت أجاز له، وإن مولده بسجستان سنة عشر وأربعمائة، وإنه سمع من علي بن بشرى الليثي " مناقب الشافعي " للآبري بفوت، ثم سكن هراة، وإنه شيخ صالح معمر، حرص على سماع الحديث، وحمل ولده أبا الوقت على عاتقه إلى بوشنج، وكان عبد الله الأنصاري يكرمه ويراعيه، مات بمالين في شوال سنة اثنتي عشرة وخمسمائة عاش مائة وثلاث سنين. وقال زكي الدين البرزالي طاف أبو الوقت العراق وخوزستان، وحدث بهراة ومالين وبوشنج وكرمان ويزد وأصبهان والكرج وفارس وهمذان، وقعد بين يديه الحفاظ والوزراء، وكان عنده كتب وأجزاء، سمع عليه من لا يحصى ولا يحصر.

وقال ابن الجوزي: كان صبورا على القراءة، وكان صالحا، كثير الذكر والتهجد والبكا، على سمت السلف، وعزم عام موته على الحج، وهيأ ما يحتاج إليه، فمات.

وقال يوسف بن أحمد الشيرازي في " أربعين البلدان " له: لما رحلت إلى شيخنا رحلة الدنيا ومسند العصر أبي الوقت، قدر الله لي الوصول إليه في آخر بلاد كرمان، فسلمت عليه، وقبلته، وجلست بين يديه، فقال لي: ما أقدمك هذه البلاد؟ قلت: كان قصدي إليك، ومعولي بعد الله عليك، وقد كتبت ما وقع إلي من حديثك بقلمي، وسعيت إليك بقدمي، لأدرك بركة أنفاسك، وأحظى بعلو إسنادك.