وقال محمد بن مسلم بن وارة الحافظ: قلت لأحمد بن حنبل: أبو الوليد أحب إليك في شعبة أو أبو النضر؟ قال: إن كان أبو الوليد يكتب عند شعبة، فأبو الوليد. قلت: فإني سمعت أبا الوليد يقول: بينا أنا أكتب عند شعبة، إذ بصر بي، فقال: وتكتب؟ فوضعت الألواح من يدي، وجعلت أنظر إليه.
قلت: كأنه كره الكتابة، لأنه كان قادرا على أن يحفظ.
وقال ابن وارة أيضا: قال لي علي بن المديني: اكتب عن أبي الوليد الأصول، فإن غير الأصول تصيب، وقال لي أبو نعيم: لولا أبو الوليد ما أشرت عليك أن تقدم البصرة، فإن دخلتها لا تجد فيها إلا مغفلا إلا أبا الوليد.
قلت: عفا الله عن أبي نعيم، فقد كان إذ ذاك بالبصرة مثل علي بن المديني، وعمرو بن علي، وطائفة من أعلام الحديث.
قال ابن وارة: حدثني أبو الوليد وما أراني أدركت مثله.
قال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: أبو الوليد شيخ الإسلام.
وقال الحافظ أبو حفص المروزي: سمعت محمد بن غالب، سمعت أبا الوليد يقول: لو كنت عبدا لكم لاستبعت، إلى متى؟! هو ذا أحدث منذ سبعين سنة، أول من كتب عني جرير بن عبد الحميد، كتب عني حديث القلادة.
وقال أحمد بن عبد الله العجلي: أبو الوليد بصري ثقة ثبت في الحديث، كان يروي عن سبعين امرأة، وكانت إليه الرحلة بعد أبي داود الطيالسي.
ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن سنان، حدثنا أبو الوليد أمير المحدثين.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة - وذكر أبا الوليد - فقال: أدرك نصف الإسلام، وكان إماما في زمانه جليلا عند الناس.
قال: وسمعت أبي أبا حاتم يقول: أبو الوليد إمام فقيه عاقل ثقة حافظ، ما رأيت في يده كتابا قط. وسئل أبي عن أبي الوليد وحجاج بن منهال، فقال: أبو الوليد عند الناس أكبر. كان يقال: سماعه من حماد بن سلمة فيه شيء، كأنه سمع منه بأخرة، وكان حماد ساء حفظه في آخر عمره.