للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

همام، عن ثابت البناني، أن أبا برزة كان يلبس الصوف، فقيل له: إن أخاك عائذ بن عمرو يلبس الخز، قال: ويحك! ومن مثل عائذ!؟ فانصرف الرجل، فأخبر عائذا، فقال: ومن مثل أبي برزة!؟ قلت: هكذا كان العلماء يوقرون أقرانهم.

عن أبي برزة قال: كنا نقول في الجاهلية: من أكل الخمير سمن، فأجهضنا القوم يوم خيبر عن خبزة لهم، فجعل أحدنا يأكل منه الكسرة، ثم يمس عطفيه، هل سمن؟ وقيل: كانت لأبي برزة جفنة من ثريد غدوة وجفنة عشية، للأرامل واليتامى والمساكين وكان يقوم إلى صلاة الليل، فيتوضأ، ويوقظ أهله - رضي الله عنه -. وكان يقرأ بالستين إلى المائة. يقال: مات أبو برزة بالبصرة. وقيل: بخراسان. وقيل: بمفازة بين هراة وسجستان. وقيل: شهد صفين مع علي. يقال: مات قبل معاوية في سنة ستين وقال الحاكم: توفي سنة أربع وستين.

وقال ابن سعد: مات بمرو. قيل: كان أبو برزة وأبو بكرة متواخيين.

الأنصاري: حدثنا عوف، حدثنا أبو المنهال قال: لما فر ابن زياد، ورتب مروان بالشام، وابن الزبير بمكة، اغتم أبي، وقال: انطلق معي إلى أبي برزة الأسلمي ; فانطلقنا إليه في داره، فقال: يا أبا برزة، ألا ترى؟ فقال: إني أحتسب عند الله أني أصبحت ساخطا على أحياء قريش. وذكر الحديث.