للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فرفع رأسه وقال: يا بنية ليس كذلك، ولكن كما قال الله تعالى: وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد (ق) وقال موسى الجهني، عن أبي بكر بن حفص بن عمر أن عائشة تمثلت لما احتضر أبو بكر:

لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى

إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر

فقال: ليس كذلك، ولكن: وجاءت سكرة الموت بالحق إني قد نحلتك حائطا وإن في نفسي منه شيئا فرديه على الميراث، قالت: نعم، قال: أما إنا منذ ولينا أمر المسلمين لم نأكل لهم دينارا ولا درهما، ولكنا أكلنا من جريش طعامهم في بطوننا، ولبسنا من خشن ثيابهم على ظهورنا، وليس عندنا من فيء المسلمين شيء إلا هذا العبد الحبشي وهذا البعير الناضح وجرد هذه القطيفة، فإذا مت فابعثي بهن إلى عمر، ففعلت.

وقال القاسم، عن عائشة أن أبا بكر حين حضره الموت قال: إني لا أعلم عند آل أبي بكر غير هذه اللقحة وغير هذا الغلام الصيقل، كان يعمل سيوف المسلمين ويخدمنا، فإذا مت فادفعيه إلى عمر، فلما دفعته إلى عمر قال: رحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده.

وقال الزهري: أوصى أبو بكر أن تغسله امرأته أسماء بنت عميس، فإن لم تستطع استعانت بابنه عبد الرحمن.

وقال عبد الواحد بن أيمن وغيره، عن أبي جعفر الباقر، قال: دخل علي على أبي بكر بعدما سجي، فقال: ما أحد ألقى الله بصحيفته أحب إلي من هذا المسجى.

وعن القاسم، قال: أوصى أبو بكر أن يدفن إلى جنب رسول الله فحفر له، وجعل رأسه عند كتفي رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

وعن عامر بن عبد الله بن الزبير، قال: رأس أبي بكر عند كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأس عمر عند حقوي أبي بكر.

وقالت عائشة: مات ليلة الثلاثاء، ودفن قبل أن يصبح.

وعن مجاهد، قال: كلم أبو قحافة في ميراثه من ابنه، فقال: قد رددت ذلك على ولده، ثم لم يعش بعده إلا ستة أشهر وأياما.